Skip to main content

مريض في العيادة

قصة قصيرة

دخلتُ على الطبيب متنقبة إلا أن في عيني آلام السنين ، وبدون أن اكلمه جلست على كرسي الفحص ، نظر إلي وتعامل مع عيني فلم يكلمني ، وضع سماعته على صدري بكل أدب ، أنصت بعمق ثم قال : قلبك لا ينبض !!

أجبته : لقد مات قلبي منذ أن صارت لا تؤثر فيه جثث الأطفال في عالمنا الإسلامي.

أخذ قطعة خشبية وأدخلها في فمي بقوة ، صرخت ، كدت أتقيأ !

نظر إلي باستغراب : الحبال الصوتية متمزقة !

نظرت إليه فقلت : قطعتها بنفسي لما لم أجد في أبنائي من يسمع صراخي ..

حدق بعدسته في عيني وقال : أين الغدد الدمعية ، أهكذا خلقت أم ماذا جرى لها ؟؟

تبسمت وقلت : إن آخر غدة خرجت مع آخر دمعة ليلة سقوط بغداد بأيدي الصليبين الجدد ..

تعجب ، ثم أخذ قلمه واتجه نحو سجل الموتى ـ…. عفواً المرضى ..ـ على طاولته وقال : اسمك وسنك وعنوانك ؟

اسمي : أمة الإسلام بنت سيد ولد عدنان الربانية.

سني : 1428هـ سنة ولا أعلم ما بقي لي .

عنواني بدأت في مكة وانطلقت من المدينة ولعلي الآن أأرز فيما بينهما .

نظرت في عينه ، وإذا دموعه تغرق دفتره الذي يكتب فيه .

7/6/2007م

× whatsapp