يذكر أنه كان لدى إمبراطور فرنسا سجين قد حكم عليه بالإعدام ، وفي ليلة تنفيذ الحكم حضر إليه الإمبراطور وقال إنه يريد أن يمنحه فرصة أخيرة هذه الليلة ، فلما سأله السجين ما هي ؟ قال له: الإمبراطور إن في زنزانتك مخرجا إلى خارج السجن وقد أمرت الحرس أنك إذا اكتشفت ذلك المخرج وخرجت معه فإن الحرس لا يتعرضون لك ؛وسأمرهم من الان أن يفكوا عنك القيد الذي برجليك وقدميك ، وفعلا فك الحرس قيود السجين
وخرجوا وأغلقوا الباب، وعلى الفور بدأ السجين بالبحث ووجدا أولا تحت البساط الذي في الزنزانة حجرا يمكن تحريكه فلما حركه انفتح له سرداب فنزل معه والذي قاده إلى سرداب آخر انتهى بحجر فلما إزاحة دخل غرفة اتضح أنها نفس زنزانته، ولم ييأس السجين وبحث مرة أخرى في الجدار فوجد حجرا يتحرك فلما أزاحه وجد ممرا يصعد به إلى أعلى حتى استقر به في برج القلعة المرتفع والذي لا يمكن النزول منه فرجع مباشرة إلى زنزانته ووجد الإمبراطور وجنوده في انتظاره فقال الإمبراطور : أما زلت هنا؟
فقال لقد أمضيت ليلتي كلها في البحث والآن اكتشفت أنك كنت تسخر مني، فقال الإمبراطور لم أكن أسخر منك …
لقد كان باب الزنزانة مفتوحا ولو خرجت منه لم يتعرض لك أحد كما قلت لك، وأما الآن فقد انتهت الفرصة.
ربما تكون هذه القصة خيالية لكنها واقعية في حالنا الاجتماعي ، إن أغلب المشاكل التي نمر بها لا تحتاج إلى حلول سحرية كما يظن الكثير منا، ولكنها تحتاج إلى أن نفكر بالحل المعتاد ونفعله بقناعة تامة أننا لن نفشل فيه، ولعلي أوضح ذلك بمثلين:
الأول يتعلق بحلول المشاكل الزوجية: حيث إن المشاكل الزوجية تحل غالبا بقول الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف) وكل الحلول التي يفكر بها الزوجان غالبا من النوع السحري الذي لا يحصل ناهيك عن أن يأتي بنتيجة ، إلى كل زوج أو زوجة يعاني أو تعاني : لست بحاجة إلى حل سحري ، فقط عامل شريك حياتك بالمعروف ؛ كما يعامل بقية الناس شركائهم ، وستجد أنك تنجح كما نجحوا ، أما إن فكرت أنك تحتاج إلى حلول أخرى فستجد نفسك في متاهة لن تستفيد منها سوى التعب والمشقة
والمثال الثاني في حلول مشاكل تربية الأبناء حيث إن الكثير من الفشل في التربية بسبب بحث الأب أو الأم عن طرق يخصصونها لأولادهم لأجل تربيتهم ، ينشغلون بها عن ما يفعله كل أب وكل ام من بذل الحب والحنان للولد (ذكرا أو أنثى ) فيحصل النفور بين الولد ووالديه ، ولو عامل الوالد أو الوالدة ولدهما كأي ولد لحصل الحب والاحترام الذي يمكن أن يشكل البيئة الصحية لكل مشروع تربوي آخر
لنركز جهدنا في المعتاد أولا ولنؤده بشكل متقن ثم لننتقل إلى الإبداع لمزيد من التحفيز وليس كبديل عن الحاجات الفطرية التي يحتاجها الجميع وختاما : عاشروهن بالمعروف.