يظن البعض ممن منعت هممهم أن الإسلام جاء ليتصالح مع الواقع الموجود في الأرض فيدخل التحسينات على واقع الناس بأسلمة ما لديهم من مخالفات ، ويقود هؤلاء بعض من ينتمي للعلم الشرعي تحت مسمى التيسير ومراعاة الشريعة وفقه الواقع
وإن المتأمل لنصوص الوحي العزيز يتضح له أن الإسلام جاء ليغير الواقع ويبدله لا ليحسنه ويتوافق معه فلا أنصاف حلول بين منهج الإسلام وغيره من المناهج لأن الإسلام هو حكم الله وغيره هو حكم الجاهلية (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء)
ومن فروع ذلك أن العداوة والبراء هي الأصل بين أتباع القرآن وأولياء الشيطان (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم ..)
وفرق بين استعمال الحكمة في الدعوة وبين تميع الدعوة وتضييعها تحت مسمى التيسير فالرب الذي أنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم وآمن به الصحب الكرام هو من يضع الموازين القسط يوم القيامة لمحاسبة الأولين والآخرين ، وتغير الواقع لا يعني تغير موازين الحساب يوم القيامة
فلا نغتر بمن يؤمننا في الدنيا حتى نفجع بالخوف في الآخرة …..