النجدي والحب
النجدي والحب
لا شك أن الكثير من أبناء نجد يمتازون بالشدة والجفاء ؛ وهذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( وتجدون الغلظة والجفاء في رعاة الإبل ) ولعل في عيش الصحراء ما يزيد هذا الجفاء ، إلا أن هذا كله لم يمنع النجدي أن يمتاز على الناس جميعاً بحاجته الكبيرة إلى الحب .
لقد شهدت الجزيرة العربية في الجاهلية والإسلام صوراً من الحب تمثلها الشعراء في شعرهم يعلم من يتأملها صدق قائلها وأنه يصف حرقة في قلبه وحاجة في روحه وشوقه إلى محبوبته ، ألم يقل عنترة :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي
وكذلك شهدت دواوين العرب قصص الحب العذري الذي عاشه المجنون وصاحبته وكثير وعزة وغيرهما .
بل إنه يقال إن اللغة العربية هي أوسع اللغات في الألفاظ العاطفية ، وقد قسم ابن القيم رحمه الله درجات الحب إلى اثنتي عشر درجة أولها التعلق وآخرها الخلة ثم التأله .
ولعل هذا هو طبع العربي ـ فيما أظن ـ ميله إلى شقه الثاني وصدقه في حبه ليعوض الجفاف الذي تحيطه به بيئته
ولهذا يجب على الرجل والمرأة ـ على حد سواء ـ أن يسعيا في سد هذه الحاجة الفطرية لديهما فيصرفاها فيما أحل الله لهما ، ولا يستكثرا على نفسيهما أن يعيشا الحب بألفاظه وحقائقه .
إن مما يؤسف له أن كثيراً من الأزواج والزوجات لا يمنحون شريكهم في الحياة هذا المعنى الجميلـ الجميل ـ ولو فعلوا ذلك ـ ولو مجاملة ـ لوجدوا في حياتهم تغيراً كثيرا ..
وختاما : إن أعلى درجات الحب هو الحب الذي لا ينقطع ، وهو الحب في الله لذا فإني أحبكم في الله .