بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والعرب تعاني من استعمار عسكري من الروم والفرس ومن تسلط زعماء القبائل ووجهاء الناس على الضعفاء ومن طبقية مقيتة ومن انحراف أخلاقي كبير ومن معضلة اقتصادية مزمنة .
ولو رفع صلى الله عليه وسلم شعار الإصلاح السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثورة القومية أو ثورة الجياع لربما سارع إليه الإتباع ولربما كان ذلك سببا إلى إصلاح عقائد الناس وعباداتهم بعد ذلك ، إلا أنه لكون هذا النهج في الإصلاح ليس صوابا فقد أمره الله تعالى أن يبقى بمكة ثلاثة عشر عاما يردد أمامهم قضية واحدة هي قضية التوحيد والعقيدة ويتنوع عرضها طيلة هذه السنوات لأهميتها حتى إن الصلاة لم تفرض إلا في السنة العاشرة .
ولكون أهل مكة يعرفون خطورة هذه المنهج الإصلاحي وان عاقبته ونتيجته الإصلاح السياسي والاقتصادي وتحرر الناس من ظلمهم فقد حاربوه اشد المحاربة فعلى الدعاة إلى الله أن يعوا هذا الدرس ويلتزموا به ليكون الإصلاح العقدي أولوية في جميع مراحل الدعوة.