Skip to main content

يحبهم

من يرتد منكم عن دينه
خاطب الله المؤمنين محذراً لهم من الردة عن الدين ، ومبيناً أن ضرر هذه الردة هو على من ارتد فقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ))وليُعلم أن قوله تعالى ( دينه ) في الآية من قبيل المفرد المضاف وهو يفيد العموم لجميع أجزاء الدين فيشمل هذا الردة عن الدين بأكمله وذلك بالخروج من الملة ويشمل أيضا الردة عن أجزاء من الدين سواء كانت هذه الأجزاء فرائض أو مندوبات .
فلو ترك أحد من الناس الإسلام جملة وتفصيلاً ، واختار الكفر ـ عياذا بالله ـ فإن الله سيقيض لهذا الدين من يتمسك به ، فالمنة في التدين لله تعالى ، وليست للمؤمن ؛ كما قال تعالى : ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) وليعلم هذا الناكص على عقبه أن خلفه الذي سيقيمه الله جلاله سيكون خيرا منه بنص هذه الآية .
وكذلك إذا ترك المسلم شيئا من فرائض الله تعالى فليعلم أن الله سيقيم خيرا منه يأخذ بما ترك ويعمل بما ضيع ، بل إذا فرط في سنة نبوية ـ وهي من دين الله ـ فإن الله تعالى سيقيم من يحيي هذه السنة ويعمل بها وهذا هو مصداق قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
وكما يتحقق هذا المعنى على مستوى الأفراد فهو كذلك يتحقق على مستوى الجماعات ؛ فإذا أعرضت جماعة عن دين الله تعالى أو عن بعض أجزائه فإن الله تعلى يخرج لهذا الدين من يأخذ به كافه وينصره ويدافع عنه ، وليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب ، فمن اتقاه رفعه ، ومن عصاه وضعه ، وهو عز وجل يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد .
ولهذا يجب على المؤمنين العقلاء ـ أفراداً وجماعات ـ أن يتمسكوا بدين الله كافة ، ويحذروا من الردة عن بعضه مجاملة لفاسق أو كافر ، وطمعاً في مصالح هي في حقيقتها دنيوية شخصية ، وإن سماها البعض شرعية ، وعلينا جميعاً البحث عن دين الله تعالى أين هو لنعمل به ونطبقه في أنفسنا وكل شؤوننا ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

× whatsapp